مراتع


عندما أقف فوق رأس ونة وأمد بصري من وادي بالدود إلى وادي العين لا تخطئ عيني شئ، لان لي مع كل حجر حكاية ومع كل شجيرة قصة

اشتاق إلى هدير أمواجك وبياض رمالك،

أين تجد وطنا تحيَي فيه الأموات لأنك تعرفهم ويحيوك الأحياء لأنهم يعرفونك

من أراد ليبيا وأرادك بسوء قصمه الله
اعزائي مرحبا بكم


رجال من مرسى لك



الرحيل والشتات قدرا لأبنائك، لكنهم حملوك معهم أينما رمت بهم المقادير فصار اسمك يا قريتي الصغيرة في الماضي والحاضر حديثا يروى في بطون الكتب.

محمود بن مصال هو احد ابناء مرسى لك ولد لأسرة فقيرة وقادته دروب الحياة للرحيل إلى قاهرة المعز خلال العهد الفاطمي. دخل سلك الجندية وتدرج فيها حتى أصبح احد قادة الجيش الفاطمي خلال عهد المستنصر بالله الفاطمي (1036-1094م) وكان يعرف بمحمود بن مصال اللكي نسبة الى بلدته (مرسى لك). عندما توفي الخليفة المستنصر أوصى لولاية العهد من بعده لابنه نزار ولكن أمراء الجيش انقلبوا عليه وأرادوا تعيين أخيه الأصغر احمد، لكن ابن مصال اللكِي رفض واخبر نزار بالامر وذهب معه الى الاسكندرية التي وجدوا عونا فيها. لكن الجيوش من القاهرة هزمت جيش نزار وحاصرت الاسكندرية فجمع محمود ابن مصال اللكي ماله وجهز ثلاثون سفينة وهرب الى مسقط رأسه ليحط أسطوله في مرفأ مرسى لك في شهر ذي القعدة عام 488 هجرية. وكان فراره لرؤيا رآها وهي أنه رأى في منامه كأنه قد ركب فرساً وسار والأفضل (قائد الجيش المنافس له) يمشي في ركابه؛ فقص هذه الرؤيا على مفسر له فطانة وتمكن في علم التعبير، فقال له المفسر : الماشي على الأرض أملك لها من الراكب وهذا يدل على أن الأفضل يملك البلاد. وصل الى بلدته مرسى لك و لقيه أهلها، وكان قد خرج منها صبياً فقيراً، فأقام عندهم أياماً واتفق أن رأى عجوزاً في مرسى لك عرفته، فقالت له كبرت يا محمود فقال لها نعمفقالت له لعلك جئت مع صاحب هذه المراكبفقالأنا صاحبهافقالت له.ما معناه انه لا يحسن به الفرار والاختفاء.  ولم يزل يبعث إليه الأفضل بالأمان حتى قدم عليه، فلزم داره مدة، ثم رضي عنه الأفضل وأكرمه. 

المصدر 
اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء  للمقريزي